Tuesday, 30 September 2008

Saturday, 30 August 2008

صوماً مقبولاً و افطاراً خفيفاً


كل سنة و انتم كلكم طيبين
كل عام و انتم إلى الله أقرب و على طاعته أدوم و على محبته مجتمعين
المدوّن -اللي هو أنا يعني- بيهنيكم بالشهر الكريم
و يتمنى لكم صوماً مقبولاً و افطاراً خفيفاً

و أهو جه يا ولاد .... أهو جه يا ولاد
هيّصوا يا ولاد .... هيّصوا يا ولاد
ستووووووووووب
لأ ... هيّصوا إيه؟!!!
ماحنا طول السنة مهيّصين
هنهيّص كمان في رمضان
أُذكّر نفسي و إياكم
عاوزين صيام بجد
عاوزين همة عالية
عاوزين صيام الخواص
اللي هو الصيام عن كل ما نهى الله عنه
الصيام عن كل ما يُغضب الله
مش صيام عن أكل و شرب و بس
لااااااااااااااااا يا شاطر
مش هو ده الصيام
زي ما بطنك صايمة عن الأكل و الشرب
إيديك كمان تبقى صايمة
رجليك كمان تبقى صايمة
عينيك كمان تبقى صايمة
أذنك كمان تبقى صايمة
لسانك كمان يبقى صايم
جوارحك كلها صايمة

عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
قال الله : كل عمل ابن له ؛ إلا الصيام ؛ فإنه لي ؛ و أنا أجزي به ؛ و الصيام جُنة ؛ و إن كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث و لا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل : إني امرؤ صائم ؛ و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح , و إذا لقى ربه فرح بصومه
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه البخاري

يعني خد بالك
صيامك ده مُقدّم مباشرة منك لربنا عز و جل
و ثوابه عظيم لا يعلمه إلا الله
هو -سبحانه- يجزي به : و هو -سبحانه- يكافيء به
و هو الله العزيز الجبار المتكبر له الكبرياء في السماوات و الأرض
خالق الخلق .. خالق الكون .. رب العزة .. رب السماوات العُلى و الأرض و ما بينهما
مالك الملك .. ذو الجلال و الإكرام
الرحمن .. الرحيم
يعني الصيام لازم يبقى على أكمل و أتم وجه
شوف انت بتقدمه لمين

و إلا -و العياذ بالله- هنلاقيه مرمي في وشنا آخر الشهر و لا كأننا صمنا ولا تعبنا
فلنحذر
الناس اللي بتقضّيها صيام الصبح و بالليل مراجيح
لأ يا حبايبي
صيام 24 ساعة في الـ 24 ساعة
رمضان مش قبل الفطار و بس
رمضان شهر بحاله من أول لحظة لآخر لحظة
و اوعوا اوعوا اوعوا حسكم عينيكم -و أحذر نفسي قبلكم- تنسوا أو تتكاسلوا عن صلاة التراويح
مش نفطر و اللي يقضّيها أنتخة و فرجة على المفسديون (التليفزيون) و اللي يروح يندعك في شغله و اللي يقضيها كافيتيريات
كل الناس دي بتخسر كتييييييييييييييييييييييييييييييييييير و الله العظيم
يغور الشغل على التليفزيون على الكافيتيريات ولا ركعة واحدة من صلاة القيام تتفوّت
اللهم ثبّتنا


يلا كفاية عليكم كده
كل سنة و انتم طيبين
و من ربنا قريبين
و على طاعته مداومين
و رمضان صائمين قائمين
و للقرآن الكريم قارئين متدبرين خاتمين
و من الفطار مخففين
و صلاة القيام مش مفوّتين
و للسحور مش ناسيين
و فضل قيام ليلة القدر مدركين
و على الخير دايماً متجمعين
و عن الحال اللي تحت ده تماماً مبتعدين

صيام بصيام
صائم لمدة شهر عن التدوين
و اشوفكم -إن شاء الله- بعد العيد
تقبّل الله منكم و مني

قبل ما أمشي هأسيبلكم رابط مدونة ( هدية ) أنا بأعتبرها هي و فكرتها تحفة
مفيش اي علاقة تربطني بصاحبها اطلاقاً لا من بعيد و لا من قريب غير إنه أخ في الإسلام
و لقيت إنه بيقدّم عمل جيد في صورة جذابة بس لأنه مش منتشر تدوينياً فعمله ده تقريباً مختفي
أسأل الله أن يجعل عمله هذا في ميزان حسناته و ينفعنا به
المدونة اسمها
تظبيط

أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




Saturday, 23 August 2008

شرف الجُندية


فقدت الجُندية المصرية رجلاً من أغغغلى الرجال
رجلاً من أكككفأ الرجال
رجلاً من أشششجع الرجال
رجلاً من أعععيل العيال
إنه أنا
نيجرو

في صفعة غير متوقعة و غير محسوبة و غير مرجوّة و غير و غير و غير .. إلخ إلخ إلخ
رفضت مصر إنها تضمني وسط جنودها البواسل
جنودها الجنانيد
جنودها الجناجيد
و كان رفضاً نهائياً و حاسماً و صارماً و مؤلماً من من من

اليومين اللي فاتوا كنت بأخلّص أوراق موقفي من التجنيد
التجنيد يعني العسكرية يعني الإنضباط يعني الإلتزام يعني الرجولة يعني اللي أهله ماعرفوش يربوه يربيه ولاد الـ....
يعني ربنا ينتقم من الظالم
و للأفس الشديد الشديد يعني طلعت من ضمن الحالات المرضية
اللي بتخلي صاحبها غير لائق صحياً لأداء الخدمة العسكرية
يعني إيه نظري ضعيف؟
هه؟
يعني إيه ضعيف ضعيف يعني؟
و يعني إيه الجيش بيرفض اللي نظره أقل من (- 4) و أنا بألعب في (- 7) ولا حاجة
هو الجندي جندي بعينيه؟
و اللي هيرد عليا و يقوللي طبعاً
هأقوله لأ يا أفندم
الجندي جندي بصلابته و بنشفانه و بإصراره و بعزيمته
و نيجرو صلب صلابة الصخور
ناشف نشفان عود الحطب المسوّس
مُصر إصرار المُصرّين
عزيم عزيمة العزماء
عارفين لو كانت مصر قالتلي معلش يا محمد استنّاني تلت أربع خمس ست سبع تمن تسع عشر سنين كده ولا حاجة
كان يبقى أهون
إنما ترفضني رفضاً بائناً علنياً و تقولي بكل قسوة و جفاء : اطلع براااااااااااا
لأ
ماكنتش مستني منك كده يا مصر
بقى بتبخلي عليا بشرف الجُندية ؟!!
قد كده هونت عليكي
خرجت من مكتب التجنيد و في ايديا شهادة الإعفاء
و كل لما أبصّلها أحس بتوهة و ضيعان ... مش مدرك الموقف
واحد من صحابي شافني بالحالة دي فحاول يصبّرني و قاللي إني ممكن أتطوّع و إنه عنده واسطة ممكن يدخلني بيها
قلتله : لأ
مش انا
مش أنا اللي أدخّل وسطاء بيني و بين مصر
مصر رفضتني
استحالة أرمي نفسي عليها

أنا برده عندي كرامة و كلي كبرياء و إباء و تاء و ثاء

للأسف الشديد لم أنل شرف الجُندية
--------------------------------
بالمناسبة

إيه ظباط الجيش دول؟
يا لهوي عليهم
لسانهم بينقّط إيه؟
تقولش ميه وسخة
ماحدش فيهم بيعرف يحافظ على نظافة لسانه دقيقتين على بعض
الأباحة لو سمعت كلامهم تموت في جلدها من الكسوف
هما دول رجالتك يا مصر
هما دول الرجالة
إلهي يحرقهم هما و ظباط الشرطة و سوّاقين الميكروباصات و تابعيهم و تابعي تابعيهم
ببنزين 80 من اللي بيخلّي العربية تكركر

Sunday, 10 August 2008

محبس


العاطفة هي إحدى نعم الله تعالى التي وهبها عباده دون تفريق بين الآدمي منهم و غير الآدمي؛ و لكن ما يميّزنا نحن معشر البشر هو أن العاطفة عندنا بمقدار و بنسب تزداد بزيادة القرب من المولى -عز و جل- حيث أن أنوار القرب منه -جل جلاله- تُكسب المرء ليناً في القلب و سعة في الصدر و رجاحة للعقل؛ و من ذاق عرف .
كثيراً ما نقابل خلال رحلة الحياة أناساً نشعر حيالهم بعاطفة حب و ود شديدين؛ نشعر و كأننا نعرفهم منذ زمن؛ نستقطع من قلوبنا -لا إرادياً- أماكن تظل حِكراً عليهم يملكونها وحدهم؛ أشخاصاً مجرد الحديث عنهم يصيبنا بحالة ألفة و اطمئنان؛ نستحضر صورهم في كافة المواقف التي تقابلنا - إن لم يكونوا هم أنفسهم بجوارنا- و نسمع أصواتهم تشد من أزرنا؛ تؤنسنا؛ تشجعنا على النهوض إذا ما أعيتنا عوادي الدنيا و اثقلت علينا و أجهدت عزيمتنا .... بتواجدهم تزداد قوتنا .
و لكن ........
ماذا لو فقدنا أحدهم لسببٍ أو لآخر ؟
كيف سيصبح حالنا حينئذٍ ؟
محزونين , تائهين , آيسين من الدنيا و فاقدين لذتها .
و لأن قوة الرابط و درجة التعلق تحددان مقدار الأسى
فماذا لو كانت كل روابطنا عتيدة ؟
ماذا لو كانت درجة تعلقنا شديدة ؟
ماذا لو كانت كل علاقاتنا تتدخل فيها العاطفة بصورة كبيرة و تحكم سيرها و توجهَها للدرجة التي تصبح معها صدمة الفقدان أشبه ما تكون بزلزال عنيف مدمّر ساحق ؟
هل هذا يندرج تحت مفهوم الشطط و قلة العقل ؟
الموضوع لا يتطرق بشكل أو بآخر لضعف إيمان -حاشَ لله- فقضاء الله و قدره حتمٌ مفهوم .
و أعلم جيداً أن الموازنة مطلوبة بين رغبات القلب و قيود العقل .
و لكن ماذا لو كانت الفطرة هي الغالبة ؟ و العفوية هي الحاكمة ؟
هل نحن في حاجة إلى محبس يتحكم في سير مشاعرنا تجاه الآخرين ؟

Wednesday, 23 July 2008

و لما كان



و لما كان .....

و بس كده

--------------

طبعاً مستغربين من العنوان و البداية الغريبة المقطوعة دي .. بس أنا ليا مزاج أبدأ البوست و أعنونه بكلمة " و لما كان " .. لما كان إيه بقى؟ .. ما أعرفش

أهو كده و خلاص

معلش معلش .. استحملوا هبلي

------------------------------------

من فترة زمنية ليست بالبعيدة و لا بالقريبة .. يعني في النص

شد لي أخويا الكبير و أستاذي أحمد الباحث عن الحقيقة مكتوب من أسيوط و قالي :

تعالي يا ولد ( بكسر الواو ) ليك واجب ( بتعطيش الجيم ) حدانا تعالى و استلمه

قوم أنا بسذاجة طالب هندسة أتجرجر على ملا وشي و أروح أشوف الواجب لاحق الذكر

ألاقيه بيقولي يلا يا نيجرو يا حبيبي زي الشطور كده

افضح نفسك يا أمور في ست أسرار ما يعرفهمش اللي يقابلك في أول مرة

أنا بقى قولت أخفي على الخبر ماجور و أعمل نفسي مش واخد بالي

و أنا أصلاً كده كده كنت عايش في بوتقة واجبات هندسية إلزامية

فقلت أؤجل واجب اليوم إلى بعد بعد بعد بعد .....الغد

فإذ ربتا من يومين ( أيوه ربتا ) أنا لا بيا ولا عليا و فأجتن

ألاقي مكتوبين ورا بعض مشدودين

من قنا من عند أخويا الريس محمود

و من قاهرة ابن عز من عند اختي فاتيما

يتضمنان نفس مضمون المكتوب السابق

و اتنين محاميين صعايدة على مهندس محلاوي واحد أكيد يكسبوا

هو آه المحلاوي معروف بقوته و بجبروته بس دول صعايدة يابا

ده بالإضافة إن فاتيما تقول إحنا ننفذ علطول .... بدون تفاهم

هو على ما أتذكر كده إن الواجب ده أول ما طلع كان له شوية قوانين مرفقة و ملحقة

بس بما إني من ألد أعداء النمطية في الأداء

هأتصرف

1- يُهيء للي يقابلني لأول مرة و تُصوّر له نفسه إني شخص جاد جداً على الدوام .. م الآخر يعني رخم

و لكنه مع استمرار معاملته ليا و مع الألفة سيتضح له عكس تصوره

إني شخص أعشق ما أعشقه هو خفة الدم و الهزار

و يبقى يقابلني لو خد مني كلمة جد بعد كده

بس أنا مش مهرج


2- بيبان عليا إني شخص دبلوماسي بأعرف أذوّق الكلام كويس .. بس أنا للأسف حائز على جائزة الدولة التقديرية في التضبيش في الكلام .. بأحدف زلط زي ما بيقولوا .. يا زلط يا دبش .. حاجة من دي يعني


3- إني شخص انطوائي و ماليش في الصحوبية ده أغلب الظن اللي بييجي للحد اللي بيعاملني لأول مرة

بس أنا ... يا لهوييييييييي عِشَري بشكل يخنق

بس مشكلتي في حاجة واحدة بس هي إني ما أعرفش أجنّب العاطفة في التعامل

يعني ما أعرفش أتعامل مع حد ببرود و بمبدأ ( مش فارق )

لأ .. كل حد عندي في حياتي فارق معايا و له قيمة و معنى و تأثير

علشان كده أخاف أدخل في صحوبية مع حد و أتصدم فيه بعدين

بأزعل قوي ..... قوي

4- أنا مش طيب زي ما ممكن يبان عليا .. لكن بتوفيق ربنا أفكاري الشريرة لا تتعدي حدود الجمجمة و لا تعرف طريق التنفيذ لأن ربنا بيوفقني لتقييدها و طردها

لكني بأعتنق مبدأ إن مجرد التفكير في الشر هو شر في حد ذاته


5- من أسهل الناس اللي ممكن تتصالح .. ما عرفش أخاصم حد أكتر من 24 ساعة و لو هو تقيل بأروح أقوله في وشه أنا زعلت منك علشان كذا كذا يا ريت ما تعملوش تاني و سلم بقى

بأستتقل جداً إني حد يقولي ( أنا آسف ) حتى لو غلطان فيا .. مش بأحب أسمعها تتقال ليا من حد

بس أنا ما أقدرش ما أقولهاش


6- السر السادس هو إن اللي فاتت دي هي كل أسراري

-------------------------

المفروض من قوانين الواجب ده إني أبعته لحد تاني و أحط لينك مدونته

بس أنا مش هأبعته لحد

------------------------------------------------

أنا آسف جداً إني ما رديتش على تعليقاتكم في آخر موضوعين

و بصراحة مش هأقدر أوعدكم إني هأقدر أرد عليهم

و أسف جداً على تقصيري في زيارة مدوانتكم

أصل الحكاية إن أنا اشتغلت في مكتب دكتور من اللي كانوا مشرفين عليا في مشروع التخرج

تالت يوم بعد المناقشة علطول

و بسم الله ما شاء الله .. رايح في وقت عجب

شغل متلتل .. من 10 الصبح لــ 8 و 10 بالليل

بأرجع مش شايف قدامي أساساً

يا ريت تعذروني

سلام بقى علشان ورايا شغل الصبح بدري و مش عارف هأصحى إزاي

دعواتكم

---------------------------------------------------------------------------------------

نداء عاجل

من حكمدار المدونة إلى أصحاب القلوب الرحيمة

لو فيكم حد يعرف في لغة HTML أو فيكم حد يعرف حد يعرف في لغة HTML

ياريت يساعدني في المشكلة دي


مع العلم إن أنا مش بأستخدم لغة HTML و بأنشّط وضع التأليف
أفيدونا أفادكم الله

Thursday, 17 July 2008

الحمد لله


قبل أي كلام هاقوله عاوز أقول لـ نوران : أنا مش عارف أعمل معاكي إيه؟ .. اللي عملتيه معايا .. وقوفك جنبي لحظة بلحظة .. كلامك اللي بجد كان بيدّيني دفعة و شحنات طاقة إيجابية رهيبة و اللي كان أوقات كتير بييجي في وقت بأكون محتاج فيه حد –له مكانه خاصة في قلبي- يسندني و لو حتى بأي كلام عادي .. و كنت انت بتيجي في الوقت الصح و كأنك كنت عارفة و حاسه بيا

إذا كان فيه حاجة واحدة بس مرت عليا في حياتي الصغيرة دي و حسستني إن الدنيا لسه فيها خير .. يبقى انت يا نوران

مش عارف أقول إيه في حقك .. مش عارف أجيب كلام يوفيكي حقك

انت إيه يا نوران ؟

انت آية

انت بجد بجد بجد أجدع و أطيب و أحن و أعظم أخت

ربنا يبارك فيكي و يسعد قلبك و يباركلك في زوجك و يجعل شريف قرة عين لكما .. و تشوفوه أحسن حد في الدنيا بحالها

أستاذ خالد ( أبو همس ) الراجل اللي زي السكر المعجون بميه الذوق و الإحترام و طيبة القلب .. مش عارف أقولك إيه؟ .. كفاية عليا إني ألاقي حد ذوق و أخلاق قوي زيك كده بيفتكرني و يتصل بيا و يطمن عليا و يقولي إزيك و أخبارك إيه؟

أماني .. فاتيما .. رندا .. هبة .. محمود .. آبي .. دعاء .. كاميليا .. سومة .. سبهللة

شكراً شكراً شكراً على سؤالكم عليا .. بجد أنا عاجز عن وصف فرحتي بيكم .. سؤالكم , دعواتكم , كلامكم .... ربنا يبارك فيكم

بس إيه ده؟ ... ده أنا طلعت حد مهم بقى و أنا مش واخد بالي

طيب ابقوا فكروني أعمل حركة غياب زي دي كمان شهرين كده ولا حاجة علشان أجس النبض تاني

--------------------------------

طبعاً كنتم عارفين إن غيابي ده كان بسبب انشغالي بمشروع التخرج .. ولا ماكنتوش عارفين؟!! .. دي نوران ما شاء الله كانت مسيحالي جامد يعني

أنا بقى يا حضرات حكايتي حدوتة .. يعني المتتبع لمنحنى مجهودي في الكلية من ساعة مادخلتها هيتلخبط و مش هيعرف يقيمني صح .. باختصار شديد شديد يعني .. أنا واحد من الناس اللي دخلوا كلية بناءاً على رغبة مكتب التنسيق .. هي آه كلية هندسة .. بس دي ماكنتش رغبتي .. كانت رغبتي هندسة بترول .. و ماكنش علشان أنا راجل بأحب الجاز و البنزين و الحاجات دي .. لأ علشان أنا كنت متفق أنا و أقرب أربع صحاب ليا على الكلية دي باعتبار إن اسمها شيك و بس ..و جاءت نتيجة التنسيق .. 97.07% يدخل .. 97% يطلع بره .. طبعاً نص درجة أبعدتني خارجاً و جعلتني غير كفء لمثل هذا المكان اللي صحابي الأربعة كلهم دخلوه و بقيت أنا وحيد مرمي بين غياهب الإختيار الإضطراري .. و قولت يالا هندسة عادية هندسة عادية .. أهي حاجة حلوة برده .. طبعاً واضح جداً إن ماكنش في دماغي هدف معين .. وهكذا كنت أنا

المهم دخلت كلية غصب ماعرفش فيها حد ..أول سنة جبت 55% و سقطت في مادة .. تاني سنة مش عارف جبت كام و برده سقطت في مادة .. تالت سنة . قلت لنفسي : لاااا استنى بقى .. انت فاكر نفسك في المراجيح ولا إيه؟ ..انت داخل تعمل إيه يا عم؟ .. ده هيبقى شغلك بعد كده .. انت هتهزر ولا إيه؟ .. جبت 70% .. رابع سنة 77% .. خامس سنة اللي هي السنة دي يعني .. لأ دي فرح لوحدها .. ده فيه حاجة اسمها مشروع تخرج .. طبعاً لأني كنت بألبخ في أول سنتين قولت لازم أختار أصعب مشروع تخرج علشان يسندني شوية .. شايف سؤال في عيونكم بيقول :طيب تيجي إزاي دي يعني؟ يعني إيه أصعب مشروع و يسنده شوية؟ .. مشاريع التخرج من الحاجات اللي بتفرق مع الواحد في شغله بعدين .. إن ماكنش في مجال الشغل نفسه يبقى في القبول في الشغل من الأساس .. و بالفعل اخترت أصعب مشروع تخرج عندنا في القسم .. قسم مدني .. مشروع تصميم منشآت خرسانية مسلحة .. صعوبة المشروع ده تكمن في الكم و الكيف .. كم كبير من الشغل و حاجات أغلبها اول مرة تمر على الواحد بالإضافة إنه مشروع فردي .. يعني مفيش تقسيم شغل.. و برغم كده الدكاترة المشرفين على المشروع ده أقل دكاترة ممكن تاخد معلومة منهم .. يعني أغلب الشغل كان "مع نفسك يا بشمهندس" .. لو فيه معلومة مش عارفينها نتشقلب احنا لحد مانجيبها

طيب و إيه اللي جبرني على الذل ده؟!! .. أنا اللي قصدت كده علشان اثبت لنفسي قبل غيري إني تعثري في أول سنتين كان لظروف خارجة عن إرادتي .. اللي مع كده أعترف إنها ضعيفة جداً

رغم صعوبة الشغل في المشروع إلا إن بفضل الله و توفيقه خلصت الشغل بدري عن باقي مجموعتي للدرجة اللي خلت الدكاترة المشرفين عليا يدّوني شغل جديد إضافي و برغم إن كمية المجهود المطلوب فيه كانت كتير إلا إني كان مطلوب مني إني أخلصه في وقت قليل جداً .. ماكنش فيه نوم .. ساعتين نوم في اليوم كانوا يعتبروا إسراف في ساعات النوم .. و الحمد لله خلصت قبل الوقت المطلوب و قبل باقي مجموعتي كمان رغم إني أخدت شغل إضافي عنهم

و جاءت اللحظة الحاسمة .. يوم المناقشة 15/7/2008 ... كل أعراض الخوف و القلق من اضطراب في عدد ضربات القلب و كركبة في البطن و غيرها كانت متملكاني ساعتها مع الإحساس الوهمي إني نسيت كل حاجة عن أي حاجة في أي حاجة

و بدات مناقشتي .. أول مرة أحس إني خلعت عباءة التلمذة و لبست عباءة الهندسة .. إحساس رهيب إنك تكون مسلم شغل و يناقشك فيه دكتور أكبر منك في الخبرة ألف مرة و تقدر تقنعه و تتناقش معاه في صحته .. و يقتنع و يوافق على كلامك بكل سهولة بدون تعسف آمر على مأمور

خرجت من المناقشة و أنا في حالة مناقضة تماماً لما كنت عليه قبل ما أدخل .. توفيق ربنا ثم دعواتكم كانوا مصاحبين ليا .. و صوت نوران كان معايا قبل و بعد

و ظهرت النتيجة آخر اليوم

امتياز

الحمد لله

Monday, 23 June 2008

فاقد الشيء لا يُعطيه


الأب.. هذه القيمة العظيمة في حياة كلٍ منا. الناصح, المعلم, المرشد, الموجِّه, السند, و كثيراً... القُدوة.

أمّا هو.. فله قصةٌ أخرى.

كثيراً ما ينسب فضل اكتسابه بعض الصفات السيئة إلى أبيه. هذا الساكن معهم منذ أن فتح عيونه على الدنيا. صفات كان يرعاها أبوه بطريقة غير مباشرة؛ أو إن شئت قل دون أدنى تدخّل منه.

كيف؟!!

كثيراً ما يتذكر كلٌ منا أيام طفولته و مواقفه مع والديه في تلك الفترة التي يكون فيها الوالدان أقرب ما يكونان إلى صغيرهما بحُكم تنشئة هذا الوافد الجديد إلى الدنيا. هو لا يعلم إن كان هذا بسبب ما يعرف عنه من ضعف ذاكرة أم ماذا؟. و لكنه – حقيقةً - لا يتذكر أي موقف له مع أبيه و لم يعرف معنىً لهذه العلاقة.

كثيراً ما كان أبوه مشغولاً عنهم بنفسه. رغم ذلك لم يكن يكرهه بل كان يتمناه. كثيراً ما كان يلتمس له العذر؛ ففاقد الشيء لا يُعطيه. كيف يستشعر -من لم يشعر بأبيه- كونه أباً؟. و لكن هل يُعقل دوام هذا؟

لا يتذكر أباه ناصحاً له مرة. لا يتذكره مرشداً, لا يتذكره موجِّهاً, لا يتذكره معلماً.. يتذكره غاضباً, يتذكره معاقباً, يتذكره ضارباً.

أبوه هو أحد الرعاة الرسميين و الرئيسيين لمبدأ " اتركه يُخطئ ليتعلم بنفسه ". يحكي لي كم أنه يكره هذه العبارة. تلك التي شكّلت الحاجز الأكبر بين أبيه و بينه.

هو يتفهم أن يتم تطبيق هذا المبدأ "جزئياً" على صبي, مراهق, شاب؛ و لكن أن يتم تطبيقه على طفل فهذا ما لا يفهمه.

أصبح بهذه الطريقة طفلاً ليس كباقي أطفال عائلته. يخشى النزول للّعب معهم في الشارع حتى لا يخطئ. لا يتكلم كثيراً حتى لا يخطئ. في داخله الرغبة و لكنه يمتنع حتى لا يخطئ. كان يريد أن يكون عند حُسن ظن أبيه به.

يحكي لي الآن كم يندم أنه كان كذلك.

وصفوه منذ صغر سنه بأنه شخص عاقل و مؤدب و على قدر من المسئولية.

لعل كونه كذلك - يرغب فيمتنع لكيلا يخطئ؛ فيسعد أبوه به..رغم أنه –أي أبيه- لم يكن يعلم أنه كان يفعل ذلك لذلك - هو السبب في ازدواجية الشخصية التي يعاني منها و هذه أهم صفاته السيئة المكتسبة و التي تعتبر القاعدة لغيرها من أدران يعاني منها في شخصيته و ليس في أخلاقه و لله الحمد كله على ذلك.

حين قرأ مقالتي هذه قال لي : السطر الأول من هذه المقالة هو محض كلام لم أشعر بأيٍ مما فيه؛ بل إنني كثيراً ما كنت أستغرب حديث البعض عن أبيه و إحساس النشوة التي تصل لحد الفخر التي تغلف كلامه عنه. هل هذا الشخص يستحق هذا الكلام؟ ماذا يفعل؟ و من يكون؟ و كيف هو؟

أصدقك القول أنني حين كنت أذهب لتأدية واجب عزاء لأحد زملائي في وفاة والده لم يكن الحزن الذي كان يتملكني حتى البكاء و يظهر على كلامي حين أواسيه هو حزن علي فقدان أب؛ بل هو حزن نتيجة استشعار قيمة الموت لذاته دون ماهية الميت.

ذكر لي أيضاً أنه كان يعامل شخصاً ثم أثنى هذا الشخص عليه و قال أن من المؤكد أن والده رجل عظيم؛ و نسب ما لمسه هو من خير فيه إلى أبيه. يذكر لي أنه في تصرف لا إرادي وجد نفسه ينفي بسرعة و بشدة هذا النسب دون أدني درايةٍ منه أن هذا النفي قد يُسيء له قبل أبيه؛ و لكنه في تصرفه هذا لم يفكر إلا في شيءٍ واحد و هو إحقاق الحق ليس إلا دون النظر لما قد يًُفهم من وراء كلامه.

خلاصة القول.. هل حقاً فاقد الشيء لا يُعطيه؟ أم أنها مسألة مبدأ و إرادة؟

حقاً كم ترعبه تلك المقولة التي عنونت بها كلامي.

هل سيصبح أباً فاشلاً بحكم ما عاشه من واقع؟ أم أن رغبته في تصحيح هذا العطب على نفسه وحياته ستساعده على النجاح؟

و يبقى التوفيق و الرزق من عند الله.

هل سيكون قريباً من أبنائه؟ هل سيفهمهم؟

هل الأبوة مثل الأمومة فطرة؟ أم مهارة مكتسبة تحتاج لاستعداد و تجهيز و تعلّم و ادراك و وعي؟ أم إنها مثل باقي العلاقات الإنسانية تأتي فقط بالممارسة و دوام المعاملة